كتاب "ايقظ العملاق الذي بداخلك
للكاتب "تونى روبنز

كتاب "ايقظ العملاق الذي بداخلك"، هو للكاتب "تونى روبنز"، كتاب مؤثر تم نشره في 1991 و يمكن ان يكون هو بداية معظم الكتابات المعاصرة عن تنمية المهارات الحياتية و العملية. هذا الكتاب يختلف عن بقية كتب التنمية البشرية والتحفيز الذاتي فى أمرين أساسيين: الأول هو أنه يركز على التدريب العقلي والجسدي من خلال تطبيقات واضحة، أكثر من التركيز على القضايا السلوكية بشكل نظــري. الثاني هو الكتاب يشعرك أنك امام كلمات هامة وعميقة تدعوك للتأمل والتفكــير أحياناً، وأمام شخصية مُشاغبة جداً فى أحيان أخــرى، يجب أن نعرف مع من نتعامل في حياتنا. الدافع من مشاركة الكتاب هو ما قدمة من شروحات لمست حياتي ومن الممكن ان تلمس حياتك ايضا، مما منحنى دفعه للأمام لمشاركة خلطة الكاتب السحرية لتغيير الحياة، نعم، تقوم فكرة الكتاب على كيفية تغيير الحياة والمقصود بالتغيير هنا هو التغيير الكلى: التغيير الدائم والمتناسق وليس التغيير بمفهومه المُعتاد. ولكن كيف وما هى السُبل التى قد تؤدي إلى التغيير.
وضع الكاتب بعض الطرق التى قد تؤدى إلى التغيير بشكل واضح، وهى العمل على رفع كفائة المعايير الشخصية مع الإقتناع التام على قدرة الشعور الداخلى بالوصول إلى النجاح عند تطبيقها على الواقع، وقام الكاتب بالتركيز على ثلاثة أفكار رئيسية " ماهية التغيير الجذرى – إين مراكز تواجده؟ - كيفية الوصول إلى التغيير؟". ولتحقيق التغيير الجذرى، فيجب على كلاً منا إتخاذ بعض القرارات مع إشتراط الصلة الوثيقة بين تلك القرارات ومعايير الحياة. بمعنى أخر "إستهداف المعايير المتعلقة بالمبادئ، المعتقدات والقيم الشخصية مع وجود إعتقاد داخلى بالقدرة على الوصول إلى أعلى معايير جودة الحياة والعمل على تحسين المبادئ الشخصية".
والعبرة فى ذلك هي قدرة الإنسجام والمرونة مع النفس وعدم اسنتاج الفشل بسبب ذلك الخطأ المُعتادز عند إقتراف خطأ ما، فلا يجب محاسبة النفس بشكل جامد ووضع الخطأ فى الحسبان بمفهومه المعتاد والوقوف عليه، بل السعى وراء عدم تكرار الخطأ مرة أخرى. لأن ذلك سيؤدى إلى بذل مجهود كان من الممكن أن يُبذل فى علاج مشكلة رئيسية أخرى. وكل ما سبق هو عبارة عن الفكرة العامة للكاتب، وسأقوم بتقسيم مضمون الكتاب إلى أربعة محاور رئيسية كالأتى: المحور الأول: ماهية القرارات.المحور التانى: ماهية الدوافع.المحور الثالث: ماهية الإعتقاد.المحور الرابع: إستراجية التطبيق.
المحور الأول: اتخاذ القرارات
الكثير من الناس يعلمون جيداً ما يجب القيام به لتحقيق النجاح، ولكن القليل منهم من يقوم بذلك الذي يجب فعليهم فعله. وإذا أردت التغيير والوصول إلى النجاح كهدف، فما عليك سوى "إتخاذ القرارت". وللبدأ بشكل صحيح يجب أولاً التحكم فى القرارت والتصرفات المعتادة التى نقوم بفعلها بشكل متكرر يوماً بعد يوم. ومن أمثلة تلك القرارت المعتادة، "مواعيد الإستيقاظ من النوم – مواعيد النوم – العمل والرياضة، وهكذا" وجاء الكاتب بتأكيد أن مثل هذه التصرفات قد تتدخل فى تحديد المصير لأنها متعلقة بأمور متكررة وتعمل على هيكلة الحياة الشخصية بشكل كامل. وعند تحديد مثل هذه القرارات فيجب على الشخص العمل على تقرير النتائج التى يسعى إلى تحقيقها فقط، بل وإيضاً تحديد من هو الشخص الذى يسعى إلى أن يكون.
وفى حالة عدم وضع معايير أساسية للسعى وراء تحقيقها سواء كانت شخصية أو حياتية، سنجد أنفسنا ننساق خلف الموافقة على سلوكيات ونمط حياة كان من المفترض عدم الموافقة عليها وعند حدوث ذلك، تبدأ مجموعة من الأسئلة تدور فى العقل، مثل (لماذا لم نستطيع تحقيق ما نريد؟ - لماذا لا نستطيع الحصول على ما نستحق؟). مع العلم اليقينى بأن لدينا الكثير من المهارات والأمكانيات التى تساعدنا للوصول إلى النجاح، ولكن لم ينعكس ذلك فى الواقع. ويعمل الكاتب على ظهار ذلك الأمر ويقول "فى حالة تحديد وتقرير هذه المعايير، نستطيع الوصول إلى ما نريد" بإذن المولى عز وجل.

الفعال والمؤثر من وجهة نظر الكاتب!؟ القرار الفعال والمؤثر من وجهة نظر الكاتب، هو تلك القرار المرتبط بتحقيق هدف معين مع اليقين التام بأنه لا يوجد سبيل للإستغناء أو الإنحراف عن تلك الهدف".(قاعدة) قرار متعلق بهدف محدد + عدم الإنحراف عنه = قرار صحيح.كما أكد الكاتب على أن مواجهة أى مشكلة يكون السبب ورائها قرار كان من الواجب إتخاذه أو قرار لم يتخذ بعد. ومع ذلك أكد على أن إتخاذ القرار هو عبارة عن مهارة لا يمكن أن تتحسن بمرور الوقت، وكل ما علينا فعله هو إتخاذ القرارات بأحسن طريقة ممكنه، وكلما إتخذنا قرارات، كلما إستطاعنا السيطرة على الحياة. ويمكن من خلال ذلك إستنباط قاعدة "إذا أردت السيطرة بشكل كبير، يجب إتخاذ القرارات بشكل متكرر

ولكن ما هى أنواع تلك القرارات التى تؤدى إلى تغيير المصير؟1- قرارات متعلقة بما يجب التركيز عليه .2- قرارات متعلقة بتحديد ماحولك من ظروف "منحة أم محنة"3- قرارات متعلقة بم يجب القيام به لخلق نتائج يُفترض تحقيقها. وهناك مهلومة يجب الإشارة إليهاوهى: إن العقل والتفكير وشكل القرارات يعملوا على التأثير فى نظام صنع القرار، وهذا النظام يتكون من خمس عناصر وهما:-العنصر الأول: المعتقدات. العنصر الثانى: قيم الحياة.العنصر الثالث: مرجعية الشخص نفسه. العنصر الرابع: ما يأتى فى العقل من أسئلة.العنصر الخامس: الحالة المزاجية. وذكر الكاتب أن هناك خطأ يقع فيه أغلبية الأشخاص وهو "تكوين تلك النظام على مر الزمان بغير وعي ويؤثر فيه مجموعة من المصادر المتنوعة مثل "العادات والتقاليد". ولكن المُبشر من وجهة نظر الكاتب هو إمكانية تعديل هذا النظام من خلال إتخاذ القرارات والتي من المرجح فشل نتائجها فى البداية ولكن مع مرور الوقت وممارسة إتخاذ القرار ستتغير للأفضل والسبب وراء ذلك أن إتخاذ القرار مهارة.

ولكن ما هى الوسيلة التى يستطيع الشخص تحقيق النجاح من خلالها؟ يرد الكاتب على هذا التساؤل أن النجاح يتحقق نتيجة للحكم الجيد على الأمور والأشياء، ويأتى الحكم الجيد على الأمور نتيجة التجارب الخاصة لكلاً منا ودائماً ما تكون هذه التجارب نتيجة لقرار خاطئ تم إتخاذه من قبل. بمعنى أخر، لكى نتمكن من النجاح فى أمراً ما فمن الممكن أن يسبق هذا الأمر فشل فى أموراً أخرى.ولكن هناك سبباً أخر من وجهة نظرى، لكى نتمكن من النجاح فى أمراً ما يجب علينا تقبل المعارك والخسارة الناتجة وتحمل فترات السقوط للقدرة على الإندفاع إلى النجاح الحقيقى.وما يؤكد وجهة نظرى، هو ما ذكره الكاتب من خلال موافقته التامة على قابلية تحقيق النجاح عندما يكون لدى كلاً منا التركيز على المستقبل، لأن فى ذلك قدرة على وضع المِحن فى سياقها السليم وإستطاعة النهوض عقب السقوط مما يؤدى إلى الستمرارية فى التقدم تجاه هدف النجاح. وكما ذكر الكاتب إيضاً أن "عندما يؤخر الله أمراً ما فليس من المفترض أن يكون نتيجة هذا التأخير رفض التحقيق ولكن قد يكون التأخير من أجل الإستمرار والإندفاع إلى تحقيق نجاح أكبر.

ولكن هل جواب الرفض الذي أرسل لي فشل أم خطوة؟ وللإجابة على هذا التساؤل، إذا قمنا بتطبيق وجهة نظر الكاتب ستكون إجابة الرفض خطوة، بمعنى أنه فى المرات القادمة ستتقدم بطريقة أفضل مع زيادة فرصة القبول ولكن بشرط عدم الإنحراف عن الهدف لإستطاعة الوصول إليه. كما يجب الأخذ فى الإعتبار أن هناك الكثير من الأشياء التى تبدو مستحيلة التحقق على المدى القصير، ولكنها ممكنة التحقق على المدى البعيد. مثل تعلم لغة جديدة. وتتبلور الفكرة كلياً من وجهة نظر الكاتب "وأنا من أشد المؤيدين لذلك" فى كلمة "الإستمرارية"، فكل شئ يمكن تحقيقه ولكن بشرط الإستمرارية وأصعب خطوات تحقيق أمراً ما هى البقاء على ماتم إتخاذه من قرار وهذا ما تم تسميته من وجهة نظر الكاتب "القرار الحقيقى" قرار يتضمن إلتزام."وبالنسبة لإتخاذ القرارات" نص الكاتب فى كتابه على قاعدة أساسية متعلقة بحياته الشخصية وهى أنه "فى حالة البدأ لإتخاذ أى قرار" حينها نكون بصدد إتخاذ خطوه تجاه تحقيق تلك القرار.
ومن أجل ذلك يرشدنا الكاتب على إتخاذ قرارت يمكننا التعلم منها بشكلاً دائم، والسبب وراء ذلك أن الإنسان طالما لم يستطيع إتخاذ قرار، ستمر به الأيام ويبقى ساكناً بذات النقطة دون الوصول إلى أفضل منها. كن دائم السؤال، ( ما الفائدة من ذلك القرار؟ - ما العائد من القيام بفعل ذلك؟ ) – كما يجب عليك المعرفة الدائمة بكل ما يدور من حولك ومحاولة السعي لإتخاذ قرار تجاه ذلك مع محاولة الإلتزام به وأن تكون مرن فى إسلوبك وطريقة التحقيق إيضاً. مثال من وجهة نظرى:لو قرر أحد الطلاب الحصول على تقدير إمتياز فى سنة من السنوات الدراسية ووضع مجموعة من الأهداف المستقبلية المُراد تحقيقها جراء الحصول على مثل هذا التقدي، ومن أجل تحقيق الهدف موضوع القرا هناك بعض الخطوات الواجب إتباعها من أجل تحقيق ذلك، ومن ضمن هذه الخطوات البدأ فى حضور بعض الدروس الخصوصية كوسيله للحصول على تقدير الإمتياز ولكن فوجئ بعدم قدرته المالية لحضور مثل هذه الدروس، فليس من الصحيح أن ينحرف عن هدفه ويقرر هدف جديد وهو الحصول على جيد جداً، ولكن الصحيح هو محاولة إيجاد طرق أخرى للوصول إلى هدفه مثل بدداية الدراسة مع أحد المتفوقين، شراء بعض المواد العلمية أو حتى مشاهدة دروس أونلاين، والمهم هنا هو عدم الإنحراف عن الهدف. وفى هذا الأمر أتذكر حكمة أمريكية تنص على، “If the plan does not work change the plan not the goal”. بمعنى أن الهدف ثابت أما الطرق فمن الممكن أن تتعدد، والأهم هو العلم بأن القرارات هى التى تغير الحياة للأفضل وليس ما يحيط بنا من ظروف كل هذا باإضافة إلى الأخذ فى الإعتبار الأول إرادة المولى عز وجل.
المحمور الثانى: الدوافع

كل ما نقوم به من أفعال فهى مبنيه على الحاجة لتجنب ألم أو الرغبة فى الحصول على متعة، ويرى الكاتب أن الغالبة العظمى من الأشخاص يخشون الخسارة ويتجنبون رغبة الربح ولكن هناك تساؤل، لما لا يحدث التغيير للأفضل على الرغم من تواجد ألم الخسارة؟ يرد الكاتب على هذا التساؤل بأن الأشخاص لم يتعرضوا للآلام الكافية ولم يصلوا إلى القاع. كما يقترح الكاتب بأنه ليس من الضرورى إنتظار كارثة كبيرة الحجم للعمل على تغيير مسار حياتنا إلى الأفضل، ولكن يمكننا الربط بين ألم شديد وعادة يمكن التخلى عنها وتجنبها مهما كان الثمن. ويقول إيضاً أن هناك مشكلة اخرى قد تعرقل التغيير وهى العمل على الربط بين القرارات وعائد الألم والمتعه على المدى القصير دون الإلتفات إلى العائد على المدى البعيد.ومماسبق يمكن إستنباط قاعدة وهى " أن القيمة الحقيقية من القرارات الناجمة عن تلك التغيير قد تنتج ألم على المدى القصير من أجل الحصول على متعة فى المدى البعيد. ومثال ذلك "المقولات الشعبية (أتعب أنهاردة ترتاح بكرة)".
المحور الثالث: الإعتقاد
بدأ الكاتب فكرته بأن ما يدفعنا للقيام بإتخاذ القرار هو كيفية النظر للظروف وطريقة تفسيرها وليس الواقع نفسه.مثال شخصى: من الممكن حدوث أمر معين بكل معطياته إلى شخصين، إحداهما يراه فشل أو خسارة والأخر يراه فرصة أو درس مستفاد لتطبيق إستراتيجية أقوى. ومن هنا يجب على العقل القيام بنوعين من التساؤلات:الأول: ما هى نتيجة العائد الشخصى من أمراً ما، هل العائد أم أم متعة؟ الثانى: ماهى الواجبات التى من المفترض إتباعها لتجنب هذا الألم أو الحصول على متعه معينه من ذلك؟الأمرر فى غاية البساطة، ولكن هناك ثلاثة تحديات تعمل على عرقلة العقل عن صنع القرار: الأول: الكثير منا لم يعمل على إتخاذ القرار بقدر من الوعى بل بناءاً على حقيقة ما يؤمن به. الثاني: الإستناد إلى نتائج تفسيرات خاطئة لتجارب سابقة. الثالث: بناء الإعتقاد على تغيير سابق للواقع وليس لحقيقة الواقع ذاته! وهناك إيضاَ معتقدات عامة وعالمية، وهى عبارة عن "معتقدات شاملة لكل شئ حول حياتنا مثل (هوايات – الوقت – المال – معنى الحياة)" وما نريد الحديث عنه هو أن الكثير من الأشخاص عندما يتحدث عن تلك التعميمات، فيتحدث عنها بصيغة التأكيد أو الوصف. مثال شخصي: بعض الأشخاص عندما يتحدثون عن المال يعملون على إضفاء صفة التأكيد بأنه كل شئ بدلاً من إضفاء صفة الأهمية بدلاً من التأكيد ومع مرور الوقت تنعكس تلك المصطلحات بناءاً على إفتراض لفهم الحقيقة بدلاً من تفسير الحقيقة ذاتها. نصيحة: إختار تطوير الحياة بشكل إيجابى من خلال الربط بين دافع الألم أو المتعة على المدى البعيد.

المحور الرابع: إستراتيجية التطبيق
كيفية بناء وتكوين الإيمان بالأشياء المفيدة؟فى البداية يجب أن يكون هناك تحديد وهيكلة لإعتقاد متعلق بأمر معين، بمعنى تعزيز اليمان بمعتقد محدد من خلال إضفاء مراجع جديدة عن الإعتقاد ذاته مما يؤدى إلى زيادة المعرفة بهز وبعد ذلك إتخاذ قرار متعلق بتنفيذ خطوة جديدة تجاه نفس المعتقد مع الإلتفات إلى ما يمكن خسارته، وما يؤدى إلى تزيز زيادة الإعتقاد هو الإحتكاك بالتجارب الحياتية.مثال شخصى:الشخص معتاد التدخين ولا يستطيع الإقلاع عنه:ليس من الصحيح محاولة الإقلاع عن التدخين دون وجود قرار وإعتقاد عن أسباب الإقلاع، انما الأصح هو إتخاذ قرار بالتخلى عن وجود التدخين فى الحياة مع الإعتقاد والإيمان بأن التدخين مُضر بالصحة وأن العائد منه أضر بكثير من نفعهز وعند النظر إلى التدخين من هذا الجانب سيبدأ العقل تلقائياً بالبحث وراء سُبل لتدعيم وتعزيز الإعتقاد بذلك، ويلعب فى تكوين هذا الإعتقاد البحث وراء تجارب أشخاص أخرين تضرروا بسبب التدخيت، أو الحديث مع كبار السن الذين أقلعوا عن التدخين بسبب المرض. كل هذه الإحتكاكات قد تؤدى إلى توليد دافع يدعم الإعتقاد للعمل على تنفيذ قرار الإقلاع عن التدخين.
الخلاصة:
من أجل تحقيق النجاح والتغيير للأفضل، يجب العمل على أربع مقومات رئيسية: الأول: إتخاذ قرار بما تريد الوصول إليه. الثانى: إتخاذ خطوه تجاه القرار المراد تحقيقه. الثالث: العمل على الجانب الشخصى ومقارنة الطرق والدوافع التى تستطيع تحقيق القرار من خلالها. الرابع: قابلية تغيير المنهجية الشخصية للوصل إلى الهدف المراد تحقيقة وعدم الإنحراف عن تلك الهدف.
المصادر:
احد ملخصات الكتاب باللغة الانجليزية